ما هي الجلطات الوريدية؟

الجلطات الوريدية (Venous thromboembolism) هي حالة مرضية تتمثل بتشكل خثرة دموية في أحد الأوردة؛ وغالبًا ما يحدث ذلك في أحد الأوردة العميقة في الساق أو الذراع فيما يُعرف بجلطة الساق أو اليد (علميًا التخثر الوريدي العميق (DVT)).

تؤدي الخثرة الدموية إلى ركود الدم في المنطقة التي تسبق مكان الانسداد، وانقطاع الأكسجين عن الخلايا والأنسجة في المنطقة التي تليها، وقد تنتقل الخثرة عبر أوردة الجسم إلى أحد الأوعية الدموية الرئوية مسببةً انسدادها؛ فيما يُعرف بجلطة الرئة أو الانصمام الرئوي (Pulmonary Embolism).

ما سبب حدوث الجلطات الوريدية؟

يُعزى حدوث الجلطات الوريدية إلى سببين رئيسيين، نبينهما على النحو التالي:

• تعرض جدران الأوردة العميقة لتلف، كما يحدث عند الخضوع لجراحات معينة أو التعرض لإصابة مباشرة أو بسبب الالتهاب أو العدوى، مما يتسبب باضطراب تدفق الدم عبر الأوردة.
• مشاكل تخثر الدم الوراثية، كما يحدث عند الإصابة بمرض فرط التخثر (Thrombophilia) الوراثي، والذي يُسبب خلل في البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم، مما يجعل الشخص عرضة للإصابة بالجلطات الوريدية.

عوامل الخطورة للإصابة بالجلطات الوريدية

تزداد فرصة إصابة الشخص بالجلطات الوريدية في الحالات التالية:

تعرض الوريد لإصابة

وذلك في حالات الكسور، وإصابات العضلات الشديدة، والخضوع لعمليات كبرى خاصةً عمليات البطن، والحوض، والساقين.

عدم الحركة لفترات طويلة

إذ يُسبب ذلك بطء تدفق الدم عبر الوريد، ويحدث نتيجة عوامل عوامل عدة؛ منها: التزام السرير بعد العمليات الكبرى أو الكسور، أو الإصابة بالشلل.

العلاجات الهرمونية

والتي تتسبب بارتفاع مستوى هرمون الإستروجين، كما يحدث لدى النساء اللواتي يستخدمن حبوب تنظيم الحمل، أو العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث.

النساء الحوامل

وقد يستمر خطر الإصابة بها حتى ثلاثة أشهر بعد الولادة.

وجود تاريخ مرضي شخصي أو عائلي للإصابة بها

حيث تزداد فرصة الإصابة بالجلطات الوريدية لدى الشخص الذي أُصيب هو أو أحد أفراد عائلته بجلطة سابقًا.

الإصابة بحالات مرضية أخرى

وتشمل:

• بعض أمراض الدم، مثل مرض العامل الخامس لايدن (Factor V Leiden)، وكثرة الكريات الحمر الحقيقية (Polycythemia Vera)، وفقر الدم المنجلي (Sickle Cell Disease).
• السرطانات.
• أمراض القلب.
• التهاب القولون التقرحي أو مرض كرونز.
• مرض السكري.
• ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض الكلى.

نمط الحياة غير الصحي

تحديدًا المدخنين، والأشخاص الذين يعانون من السمنة وقلّة النشاط البدني.

العوامل الشخصية

مثل العمر والجنس، حيث تتضاعف فرصة الإصابة بالجلطات الوريدية كل 10 سنوات بعد عمر الأربعين، أما بالنسبة للجنس فتكون فرصة الإصابة أعلى لدى النساء مقارنةً بالرجال قبل بلوغ سن انقطاع الطمث، في حين أنها تنخفض بعد انقطاع الطمث مقارنةً بالرجال.

أعراض الجلطات الوريدية

تؤدي الجلطة الوريدية إلى أعراض في منطقة انسداد الوريد سواء في الطرف السفلي أو العلوي، وفي حال انفصال الخثرة الدموية وانتقالها إلى الرئة فقد تؤدي إلى أعراض أخرى في الصدر، ويمكن ذكر أعراض الجلطات الوريدية على النحو التالي:

أعراض جلطة الساق أو اليد

وتشمل ما يلي:

• انتفاخ وألم الساق أو الذراع المصابة.
• احمرار أو ازرقاق لون الجلد في المنطقة المصابة.
• ارتفاع درجة حرارة المنطقة المصابة مقارنةً بالمناطق المجاورة، فيُلاحظ شعور بالدفء عند لمسها.

أعراض جلطة الرئة

تشمل ما يلي:

• ضيق تنفس مفاجئ.
• ألم حاد في الصدر، ويزداد سوءًا مع التنفس العميق.
• تسارع ضربات القلب.
• السعال المصحوب بدم في بعض الأحيان.

تشخيص الجلطات الوريدية

يتم تشخيص الإصابة بالجلطات الوريدية عن طريق تصوير الأوعية الدموية بالموجات فوق الصوتية (السونار) للكشف عن تدفق الدم عبر الأوردة، أو التصوير الطبقي للشريان الرئوي لتشخيص جلطة الرئة.

غالبًا ما يقوم الطبيب بذلك بعد أخذ السيرة المرضية، والكشف عن الأعراض، وإجراء الفحص السريري، وقد يحتاج الطبيب لإجراء فحوصات أخرى لتقييم أدق للحالة واستبعاد الإصابة بأي من الحالات المرضية ذات الأعراض المشابهة، ومن هذه الفحوصات ما يلي:

• تحليل دي دايمر (D-Dimer)، وهو فحص يقيس مستوى مادة يفرزها الجسم في الدم في حال انفصال الخثرة الدموية من مكانها.
• تصوير الأوردة بالأشعة باستخدام الصبغة (Contrast Venography)، وفيه يتم تصوير الأوردة باستخدام الأشعة السينية بعد حقن مادة ملونة في أحد الأوردة الكبرى في القدم، وتعد هذه الوسيلة هي الأدق في التشخيص.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan) أو التصوير الطبقي (CT scan).

علاج الجلطات الوريدية

في حال تشخيص الجلطة الوريدية، ينبغي البدء بخطة العلاج مباشرةً، والذي يهدف إلى السيطرة على الجلطة الوريدية والحد من زيادة حجمها، وتقليل خطر انفصالها وانتقالها إلى الرئتين أو حدوث جلطة وريدية أخرى، وتشمل طرق العلاج ما يلي:

العلاج الدوائي

ويتم بإعطاء مضادات التخثر عبر الفم، أو الوريد، أو بالحقن تحت الجلد، وغالباً ما يلجأ الطبيب لإعطاء أحد أنواع دواء الهيبارين (Heparin) لمدة 5 إلى 10 أيام، وبعد تعافي المريض يحتاج لأخذ مضادات التخثر لمدة تتراوح بين 3 إلى 12 شهر.

تركيب فلتر (مرشح الوريد الأجوف السفلي (IVC Filter))

ويتم تركيبه في الوريد الذي يُعيد الدم من الأطراف السفلية إلى القلب (الوريد الأجوف السفلي)، وتكمن طريقة عمل هذا المرشح في السماح للدم بالمرور حول الجلطة الوريدية، بالإضافة إلى منع انتقال الجلطة إلى الرئتين، ويتم استخدام هذه الطريقة في حال تعذّر استخدام العلاج الدوائي.

إذابة الجلطة بالقسطرة الوريدية

ويُلجأ لهذا الخيار غالباً في حالات الجلطات الوريدية الخطيرة، وهو إجراء جراحي بسيط يتم من خلاله إدخال أنبوب صغير عبر أحد أوردة الساق، وبمساعدة التصوير بالسونار والأشعة السينية للوصول لمكان الانسداد، حيث يتم حقن أدوية لإذابة الخثرة الدموية.

كذلك يوصي الأطباء مرضى الجلطات الوريدية بارتداء الجوارب الضاغطة التي تغطي القدم والساق، حيث تساعد على منع ركود الدم في أوردة الساق، بالإضافة إلى تقليل انتفاخ الساق.

الوقاية من الجلطات الوريدية

يمكن تقليل احتمالية الإصابة بالجلطات الوريدية من خلال اتباع النصائح التالية:

• الحفاظ على الوزن ضمن حدوده الطبيعية.
• ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
• شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
• تجنب البقاء دون حركة لفترات طويلة.
• تجنب الجلوس بوضعية تقاطع الساقين؛ خاصة لفتراتٍ طويلة.
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب المشروبات الكحولية.